*يا أبن آدم استقامت سماواتي في الهواء بلا عمد بأسم من أسمائي ولا تستقيم قلوبكم بألف موعظة من كتابي .
*يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا ويا أبناء الأربعين ما أعددتم للقاء ربكم ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير ويا أبناء الستين زرع آن حصاده ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون .
أحبائي
الله سبحانه وتعالى كريم ورحيم بعده كثيرا فرحمته وسعت كل شيء فهو أعطى عبده طرق كثيرة لتخلص من الذنب الذي يلاحقه ويحمل وزره على ظهره فمن هذه الطرق :
1- التوبة النصوحة بشرط عدم الرجوع إلى الذنب والإحساس بالندم الحقيقي بل وقطع الله سبحانه وتعالى على نفسه وعد للذين أذنبوا عن جهل بان يبدل الله سيئاتهم إلى حسنات
قال تعالى: .( واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم ) الأنعام : 54
وأن ( من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) الفرقان 70
2- الله أعطى للإنسان فرصه لأن يستغفر حيث أن الله أمر الملائكة بعدم تسجيل ذنب العبد ألا بعد 7 ساعات وهذا بالنسبة للذين لم يتجاوزوا الأربعين فقد جاء في الحديث (صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد سيئة قال له : لا تعجل ، وأنظره سبع ساعات ، فإن مضت ولم يستغفر قال : أكتب فما أقل حياء هذا العبد) بحار الأنوار : ج5 ، ص321 و ج71 ، ص247
3- الله أعطى العبد فرصه لتكفير سيئاته عن طريق الإتيان بالحسنات بعد كل سيئة يرتكبها أذا أن إتيان الإنسان بحسنة بعد كل سيئة لأجل تكفيرها وتطهير النفس عن الرجز الحاصل منها كاشف عن حالة يقظة للنفس وصلاحها ، وهو يمنعها عن حدوث حالة الغفلة والقسوة فيها ، والمواظبة على هذا النحو من النظافة والنزاهة تورث ملكة المراقبة وتزكية النفس ، وهي من أفضل الملكات .
وقد ورد في الكتاب العزيز: أن ( الحسنات يذهبن السيئات ) هود (114)
وأن ( من ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء فإني غفور رحيم ) النمل (11)
4- من رحمة الله علينا أن الحسنات يضاعف ثوابها ، ويعجل في كتابها ، ويثاب على مقدماتها والسيئات لا يضاعف عقابها ، ويؤجل كتابها ، ولا يعاقب على مقدماتها .
قال تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون ) الأنعام:160
الله لا يظلم مثقال ذرة (وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً ) النساء :40
5- من رحمة الله علينا انه يبتلي عبده المؤمن حتى يخفف من ذنوبه وهذه فلسفة الابتلاء فاله ليس بظلام للعبيد.
6-ومن رحمة الله علينا انه أعطانا طرق كثيرة لجمع اكبر قدر من الحسنات حيث أننا نثاب على العمل حتى بالنية أي أننا مجرد أن ننوي عمل الخير نثاب عليه.
7- ومن رحمة علينا أننا نعمل عمل بسيط ويجزينا عليه الكثير. مثل زيارة قصيرة لمريض أو أن نتصدق بشيء بسيط من مالنا ونجازى عليه الشيء الكثير.
أحبائي ذكرت لكم شيء بسيط من رحمة الله علينا فرحمة لا يمكن حصرها أبدا لكن أود أن أشير إلى نقطه هامه وهي أننا منذ الولادة والشيطان يرافقنا ويعرف بكل نقاط ضعفنا ويستغلها ليوقعنا في الذنب لذلك علينا أن نكتشف نقاط ضعفنا ونسيطر عليها يعني مثلا هناك رجل نقطة ضعفه حب المال عليه لتخلص من هذه المشكلة أن يتصدق ليكسر هذه الصفة في نفسه أو أن هناك رجل يحب النظر إلى النساء عليه أن يواجه هذه المشكلة بغض البصر والنظر فيما أحل الله وهكذا.
وعلينا يا أخوتي أن نستغل الفرص واعني فرص عمل الخير والتقرب إلى الله فالحياة فرص .